اليوم تم نشر مقال في الصفحة الرسمية لحركة العدل والمساواة التي تسيطر على وزارة المالية بوضع اليد حسب اتفاق جوبا المجحف لجميع اقاليم وسط وشرق وشمال السودان، وقد كان بعنوان : “أبو عاقة كيكل ومشروع الجزيرة .. عندما تتحدث العاهرة عن الطهر والعفاف.”
من هو كاتب المقال؟
كاتب المقال هو حسن إبراهيم فضل، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، وهو بطبيعة الحال من ذات المكون القبلي للحركة التي تمثل قبيلة الزغاوة، إحدى قبائل غرب السودان والتي تتميز بتداخلها مع دولة تشاد، حيث أن معظم زغاوة السودان يملكون وثائق ثنائية مع تشاد.

خلفية مقال حركة العدل والمساواة
المقال كان رداً على تصريحات أبو عاقلة كيكل، قائد قوات درع الجزيرة (السودان)، خلال اجتماع موسع مع أعيان وملاك مشروع الجزيرة. كيكل اعترض خلال الاجتماع على رفض وزارة المالية تمويل مشروع الجزيرة، مما يهدد الموسم الزراعي بالانهيار.
بدلاً من قيام وزارة المالية بتوضيح الحيثيات بشفافية، تصرفت كأنها جزء من الحركة، وردّت عبر مقال سافر ومسيء وغير أخلاقي، مما يوضح سيطرة حركة العدل والمساواة على مؤسسة وزارة المالية وتصرفها بموارد الدولة بلا أي محاسبة من مجلس السيادة أو الوزراء أو حتى الحكومة التي لم تشكل بعد.
اقرأ ايضا: من العنصرية إلى الوعي السياسي: قراءة في مفاهيم التعايش والاختلاف
مقتطفات من المقال (الذي تم حذفه لاحقاً)
مقتطف 1:
“طفق كيكل يشن هجوماً لاذعاً على وزارة المالية الاتحادية وحمّلها مسؤولية التدهور في مشروع الجزيرة وامتدت هرطقاته ليتهم جهات لم يسمّها، قال إنها تمارس الابتزاز السياسي والمالي لتحصل على الأموال (بالدفارات)، رغم عدم مشاركتها الفعلية في المعارك أو الإسهامات الوطنية!!!”
مقتطف 2:
“إن من أغرب الأشياء أن تتحدث العاهرة عن الطهر وأن يتطاول الأقزام على الجبال الشامخات، وكما يقولون: أفصح ما تكون العاهرة عندما تتحدث عن الشرف. إن العهر الذي بلغ مداه بكيكل أن يتحدث عن مشروع الجزيرة، الذي كان هو أول معول تدميره، ومن سرق كل آلياته، ودفن الترع، وسرق الوقود وحتى المبيدات الزراعية والمحاصيل الخاصة بالمزارعين والتقاوي المعدة للزراعة. لم تسلم أي أداة تعين المزارع المغلوب على أمره، والذي يقف هذا الأرزقي اليوم بينهم ليحدثهم عن المشروع ومن يتحمل أسباب تدهوره.”
ولاية الجزيرة حررها أبنائها
وأشار في حديثه كذباً بواحاً بأن الحركات المسلحة وحركة العدل والمساواة هي من حررت ولاية الجزيرة… وهو ابتزاز صريح. فمن حرر الجزيرة هم أبناؤها بقيادة أبو عاقلة كيكل نفسه. أشار الكاتب إلى قادة ومنظري حركة العدل والمساواة، والتي تعتبر تمرداً عن الدولة وحرباً ضد مؤسساتها، مثلها مثل حرب الجنجويد وتمرد الدعم السريع في 15 أبريل 2023.
شاهد بالفيديو.. “كيكل” يرفع التمام للبرهان من داخل الفرقة الأولى مشاة بود مدني 11 يناير 2025
مقتطف 3:
“إن الذين حرروا مدني والجزيرة الكبرى هم الأسود الأشاوس بحق، لا أشاوس الزيف. هم أبناء مدرسة خليل إبراهيم وعبد الله أبكر والواثق بالله الحمدابي واللواء رنات وود اللبليل… والقائمة تطول. أولئك الذين شربوا من معين الوطنية والقومية لا يهمهم أي أرض تروى بدمائهم الطاهرة، ولكن يهمهم أن يهنأ الإنسان السوداني بالأمان والسلام. وقد شهدت لهم أم درمان بكبريائها القومي بذلك في الذراع الطويلة الفارقة في 10 مايو 2008 التي زلزلت عرش النظام وقتها. فما عاد وقوفاً حتى أسقطه الشعب السوداني مجتمعين، وأبطال الذراع الطويل حافظوا على تلك الشهادة، فكانت الفرقة العاشرة والقامة الجنرال التوم حامد توتو ورفاقه أول من رفع التمام من داخل الحوش الكبير قائلاً: (هنا أم درمان).”
تحذير من نوايا الحركات المسلحة
- لا تزال الحركات المسلحة الدارفورية تتمسك بتثبيت قواتها في وسط وشمال وشرق السودان.
- الفاشر محاصرة، وأقاليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجنجويد وعرب دارفور.
- لم تتحرك الحركات المسلحة لتحرير ولايات دارفور الأصلية رغم ادعائهم الوطنية.
ما يثبت سوء النية أن حركة العدل والمساواة والحركات المسلحة تسيطر على مشاريع الزراعة والتعدين، وتجند المواطنين من قبائلهم في مناطق الكنابي، ما يؤكد نيتهم في تنفيذ مشروع استيطاني ضد شعوب النهر والجلابة. مشروع السودان الجديد الذي تنادي به هذه الحركات المسلحة هدفه السيطرة العرقية والثقافية باسم مفاهيم التحرر، مما ينذر بحروب أهلية متجددة وخطيرة على نسيج البلاد ومستقبلها.
اقرأ ايضا: العودة إلى سنار : دعوة لتأسيس الحلم من الجذور
ملاحظة ختامية:
“الحرب أولها كلام.”
إزالة المقال لاحقاً من الصفحة الرسمية لحركة العدل والمساواة لا يلغي الحقائق التي كشف عنها ولا التهديدات المتصاعدة التي يحملها هذا الخطاب.

ما هو رأيك في هذا المقال والخطاب من حركة العدل والمساواة؟